الجمعة، 6 مايو 2011

الخطاط والباحث العراقي الكبير (يوسف ذنون) مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء

احببت ان انقل لكم هذه السطور المنشورة في موقع آخر لاستاذي الكبير يوسف ذنون 




ترددت كثيرا وأنا أحاول الكتابة عن مبدع عراقي موصلي كبير ذاع صيته في البلاد العربية والإسلامية، بل والعالم، كعلم من أعلام الفن الإسلامي والبحث التاريخي، ولكن سبق السيف العذل، فلقد ألزمت نفسي بالكتابة عن المبدعين حال حياتهم، فمن غير الإنصاف تكريم المبدع وإلقاء الخطب الرنانة عن شخصه وإبداعه بعد أن يكون قد فارقنا إلى عالم البرزخ.
  إذن فلا حل سوى الكتابة، ولكن ما أفعل للقلم الذي يرتجف وهو يخط على الورق كلمات في سيرة الباحث الكبير والخطاط الرائد والأستاذ المربي يوسف ذنون عبد الله الموصلي.
  كيف لي ولقلمي السيطرة على الموقف حال جلوسي إليه، وأنا ما فتحت أمامه باباً للحوار إلا وتنقل بي بين دهاليز ودهاليز  من الذاكرة إلى التاريخ والتأصيل التاريخي لمدينة الموصل؛ حتى التعديل لبعض الآراء في تراث وتاريخ المدينة، إلى العلم والفن الإسلامي الذي عشقه وأفنى في سبيله الوقت والجهد على مر عشرات السنين.
  كيف لا  والموصل بكل ما فيها ومَن فيها يشهدان بفضله؛ فالجوامع التي زينها بخطه العالي الدقة والرفيع المستوى، والطلبة الذين تتلمذوا على يديه ليكونوا قادة لحركة الفن الإسلامي في العراق بعد اندثار هذا الفن أو كاد يندثر.
  الأستاذ يوسف ذنون : التقيته في داره بالموصل منتصف رمضان الماضي، حيث كان في زيارة لمدينته الحبيبة إليه والتي أعطاها من وقته وجهده كل ما استطاع إليه سبيلاً.
فكان لي معه هذا الحوار؛ في السيرة الذاتية، والذاكرة، والفن.
الحوار_ من هو يوسف ذنون؟.
  -أنا من مواليد مدينة الموصل سنة 1931 ولدت في منطقة باب الجديد، درست القرآن الكريم في(الملا) أي الكُتاب، ومن بعد ذلك دخلت المدرسة الابتدائية في مدرسة ابن الأثير للأحداث واستمر ذلك لغاية الصف الثالث الابتدائي، وبعدها نقلت إلى مدرسة باب البيض للبنين، ثم انتقلت للمتوسطة الغربية وبعدها الإعدادية المركزية، وتخرجت منها سنة 1950، لأدخل بعدها دار المعلمين في (ذات السنة الواحدة من بعد الإعدادية)، وتخرجت منها سنة 1951 وعينت معلما في قرية (المحلبية) التابعة لقضاء الموصل.
الحوار_ اشتهر يوسف ذنون في مجال الخط العربي، منذ متى ظهر هذا الاهتمام؟.
-الاهتمام بالخط العربي بدأ عندي منذ الطفولة، فقد كنت استطيع رسم الخطوط المختلفة حينما كنت في الصف الرابع الابتدائي وذلك من خلال تأثير الخطوط الموجودة في الكتب المدرسية، فكانت أغلب الخطوط مكتوبة بقلم الخطاط العراقي المعروف (صبري الهلال) وبعدها بخط الخطاط المشهور (هاشم البغدادي).
  وقد كنت معروفاً آنذاك بين أقراني في الرسم بشكل عام، وكانت الموصل آنذاك فقيرة بالخطاطين، والمعروف من الخطاطين على الصعيد الإعلامي آنذاك هو (نوري سعيد) ولم يكن يتقن سوى خط الرقعة إلى حد ما، ومعه خطاط آخر وهو الخطاط (فوزي) الذي كان متمكنا من التلاعب بالألوان ورسم الأزهار. وكانت هناك في المدارس حركة  تهتم بالخط العربي ولكنها كانت محدودة وعلى نطاق الهواية لدى الطلاب حيث كان البعض منهم يجيد رسم الخطوط البسيطة، وكنت أحدهم، ولكن بطريقتي الخاصة وهي رسم الحروف بقلمين ثم تلوينها.
الحوار_ ولكن بهذه البداية المتواضعة، كيف تمكن يوسف ذنون من تطوير مواهبه ليكون نارا على علم في فن الخط العربي؟.
-كانت تلك هي الفترة الأولى في التعلم والتي اعتمدت فيها على وسيلة التثقيف الذاتي في كل الأنماط، فنمت لدي النواحي الأدبية والتاريخية والفنية، فاستطعت أن ألم بحصيلة جميلة من هذه النواحي.
  ومن بعدها كان التفرغ في القرية على مدى سبع سنوات حيث كنت معلماً، فكانت القراءة التي جعلت مني متفرغا ومهتما بالفنون والآثار والتاريخ فسلكت سبل البحث للوصول إلى تطوير إمكانياتي من خلال سفراتي داخل القطر في شتى مدن العراق؛ وكذلك إلى البلاد العربية المجاورة؛ وكانت خاتمتها سنة 1957 إلى تركيا فهناك تعرفت على الخطوط بأرقى مستوياتها، وتعرفت على وسائل تعلمها بالكراريس، فجلبت معي بعض هذه الكراريس لمشاهير الخطاطين العثمانيين الكبار من أمثال محمد عزت وأخيه الحافظ تحسين، فكانت مدرستي الأولى في تعلم الخط، وكذلك بعد أن زرت المتاحف وبعض الخطاطين هناك فتعرفت على أدوات الكتابة ومواد الخط، فتهيأت لي أسباب مرحلة جديدة من رسم الحروف إلى خطها بواسطة أدوات ومواد الخط، وحينما رجعت إلى البلد كان قد ظهر فيها خطاط آخر هو (زهير) وكان يرسم الحروف بألوان جذابة وقد اشتهر بالمدينة آنذاك.
حينها سلكت مساري  بشكل خاص في التعلم من هذه الكراريس فوجدت نفسي قد حققتُ مستوىً لم أجده عند خطاطي المدينة، فواصلت المسيرة وحققت نتائج جيدة في الخط، ولم أحاول السير في الاتجاه التجاري في الخط ولكنني قمت وعلى فترات بكتابة بعض اللافتات المتعلقة بالنواحي الوطنية وكذلك بعض اللافتات لبعض المقربين، فكانت إحدى الوسائل التي عرفت المجتمع الموصلي علي.
وفي وقت لاحق افتتح معهد المعلمين في الموصل وتحديدا سنة 1962 ، ودخلت مادة الخط العربي كمادة أساسية فيه فناً وتدريساً مع المواد الفنية الأخرى تدريساً وطرائقاً، وكذلك الوسائل السمعية والبصرية آنذاك بالإضافة إلى الأعمال اليدوية التي تم تعييني فيها في ذلك الوقت في مديرية المعارف (التربية)، وطبعا بما أنني امتلك قابليات ومهارات متعددة من خلال بعض التي دخلتها في بغداد، فقد وقع الاختيار علي لتدريس هذه المادة في المعهد.
وفي المعهد استفدت من الدراسات التي قمت بها فيما سبق عن فن الخط ، فوضعت له طرقا جديدة ومبسطة لتعليمه، فكانت النتائج مبهرة، بحيث أصبح جميع الطلاب مهتمين بالخط فضلاً عن ظهور خطاطين جيدين منهم.
وكذلك قمت في المعهد بإجراء نشاطات لا صفية بعد الدوام اليومي، وكذلك افتتحت لجانا للخط العربي والفن التشكيلي والأعمال اليدوية، ما حقق لدي مجموعة من الطلاب الذين صاروا طليعة الخطاطين في الموصل من ذلك الوقت، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: (باسم ذنون، وعباس الطائي، وعلي حسن، وعلي أحمد، وعبد الغالي عبد الرزاق، وطالب العزاوي، وحسن قاسم حبش، وعلي الراوي)، وهذه النخبة من طلاب دار المعلمين في دورته الأخيرة، وهؤلاء جميعا شكلوا الطبقة الأولى من خطاطي الموصل المتميزين.
يضاف إليهم تدريسي للآخرين سواء كانوا طلاباً في المدارس أو من غيرهم، من أمثال الخطاطتان الشقيقتان (فرح وجنة عدنان)، وكذلك الخطاط (أياد الحسيني، وعمار الفخري، عمار النعيم، وعامر عبد الله ألجميلي، وطبقة كبيرة من الخطاطين والخطاطات والمزخرفين والمزخرفات الذين يضيق المجال بذكرهم، لأن ما ذكرته منهم هو عدد قليل.
 الحوار- هل اكتفيت بالتدريس في المؤسسات التربوية والتدريسية فقط، أم للتاريخ أن يذكرك في تدريس الخط العربي في مجالات وأماكن أخرى؟.
-حقيقة: أقول بأن التدريس بالنسبة لمادة الخط العربي لا يعتمد على الأماكن التربوية الرسمية فقط، لا؛ بل هناك أماكن أخرى وكثيرة هي هذه الأماكن التي يمكن للخطاط التدريس فيها، فقد تطور هذا النشاط ليدخل المؤسسات الفنية والنقابات والتجمعات الشبابية والطلابية، بل حتى أنه تعدى كل ذلك ليمتد إلى المقاهي العامة، وفي ذلك الوقت وكنتيجة للنشاط المتسارع فقد تم تأسيس جمعية باسم (جمعية التراث العربي) لتقدم نشاطها الأصلي المرتكز على الخط العربي والخطاطين من خلال التدريس وإلقاء المحاضرات المتعلقة بالتراث الشعبي والفنون المختلفة في هذه المدينة.
كذلك كان الاهتمام بالعطلة الصيفية من خلال استغلالها في إقامة دورات تعليم الخط العربي لمختلف شرائح المجتمع الموصلي بالمجان؛ وكان ذلك في مدرسة الزهراء وسط الموصل بالقرب من مبنى المحافظة، وكانت هذه الدورات تركز على الطلاب أيضا بجميع المراحل الدراسية ما جعل من مدينة الموصل تصبح معروفة على نطاق العراق بهذه الحركة الفنية المكوكية التي تركز على مادة الخط العربي.
وبعد ذلك كانت لي مرحلة نقل النشاط الخطي الموصلي إلى المستوى العراقي من خلال إقامة معارض لنتاجات الخطاطين الموصليين سنة 1973، حيث أثارت هذه المعارض اهتمام المسؤولين هناك وبخاصة وزير التربية آنذاك الدكتور (أحمد عبد الستار الجواري) فأعجب غاية الإعجاب بذلك المعرض ما دعاه لتقديم الدعوة لرئيس الجمهورية (أحمد حسن البكر) لمشاهدة المعرض، فكرم رئيس الجمهورية جميع المشاركين في المعرض وكنت أنا على رأس المكرمين.
وفي هذه الفترة، وهي مرحلة اشتغالي بالنشاط المدرسي (بعد أن أغلق المعهد) حيث نقلت منه سنة 1970 إلى مديرية النشاط المدرسي/قسم الخط العربي، فوضعت هناك خططا لجعل معلمي ومدرسي ومعلمات ومدرسات التربية الفنية واللغة العربية ليصبحوا خطاطين، وهذا ما تم لي خلال سنتين فقط، بعدها نقلت إلى الإشراف التربوي والتدريس في معهد الفنون الجميلة سنة1978 مسؤولا عن قسم الخط العربي.
الحوار_ كيف التقيت بالخطاط الكبير حامد الآمدي،وكيف حصلت على الإجازة الأولى؟.
-سعيت لمعرفة المستوى الذي حققته في الخط العربي، فسافرت إلى مصر لعليّ أشارك في امتحانات مدارس تحسين الخطوط وكان ذلك سنة 1963 ولكنني جوبهت بعقبة لزوم الدوام هناك والامتحان بعد ذلك، وذلك يتعارض مع وضيفتي كمعلم، وكانت محاولاتي كثيرة إلى أن قطع أملي من هذا المسعى سنة 1965، وفي ذلك الوقت قمت بكتابة بعض اللوحات الصغيرة ويممت وجهي شطر الجارة تركيا سنة 1966 لوجود بعض الخطاطين من البقية الباقية من العهد العثماني إلى ذلك الوقت، وكان على رأسهم الخطاط الكبير (حامد الآمدي) رحمه الله، فعرضت عليه نماذج من خطوطي الشخصية فأعجب بها لعدة اسباب، الأول هو أنني لم أقلد أي لوحة من كتابات غيري من السابقين بل كانت كتاباتي من بنات أفكاري. والثاني حينما طلب مني أن أكتب أمامه ليتأكد من إمكانياتي الحقيقية، فكنت أكتب بسلاسة وبسرعة الكتابة الاعتيادية، والمعروف عندهم آنذاك أن الخط يكتب ببطء متناه، ولذلك قال لي (أنت تستحق الإجازة)، ولم أكن قد أعددت لوحة للإجازة، فأخذ رحمه الله واحدة من لوحاتي التي قدمتها بين يديه وكان في أسفلها فراغ بسيط، فكتب لي فيها إجازته لي بالخط، وكانت تلك هي الإجازة الأولى.
بعدها تتابعت مراجعاتي له في اسطنبول لاكتساب خبرات اكبر من خلال خبراته الكبيرة والفذة في هذا المجال، وفي سنة 1969 منحني ما أسميه تقديرا منه وما يعد بمثابة إجازة ثانية لي يشيد فيها بتميزي بالخطوط المختلفة التي كنت أجيدها كلها تقريبا؛ والشاهد من اللوحة التي جعلتها كوسيلة إيضاح لأنواع من الخط العربي، فكتبت فيها الآية الكريمة (وما بكم من نعمة فمن الله) ب15 نوعا من الخطوط العربية، وكان باستطاعتي أن أضيف عليها أخرى لأني كنت قد درست تاريخ الخط العربي منذ نشأته وتطوره على مر العصور، وفي بقاع مختلفة من العالم الإسلامي وكذلك درست جذوره في الكتابات القديمة ما قبل الإسلام، وتعرفت على أنواعه في مختلف الحقب الزمنية.
 الحوار_ على ذكر تاريخ الخطوط العربية، ما هو أصل الكتابة العربية؟.
-الكتابة العربية قديمة جدا، نشأت تقريبا في الألف الثاني قبل الميلاد، في شبه جزيرة طور سيناء عن طريق عمال مناجم الفيروز فيها، وهؤلاء العمال أصلهم من اليمن.
ومن هنا بدأ الانتشار لدى الكنعانيين، ثم تأكد انتشارها على نطاق أوسع لدى الفينيقيين، وهم كنعانيو الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط الذين قاموا بنشر هذه الكتابة فكانت الأبجدية.
وأخذت هذه الكتابة تتطور عند الجزريين وهم سكان شبه الجزيرة العربية، ومن هنا انتشرت في جميع أرجاء العالم القديم لتظهر على شكل كتابات أخرى مثل اليونانية القديمة والتي تمخضت عنها الكتابة الأوربية، وكذلك الكتابات الهندية وخاصة السنسكريتية والكتابات الفارسية القديمة، ويستثنى منها فقط الكتابات الصينية واليابانية لأن هذه الكتابات نشأت في بلاد خاصة بها ولازالت إلى حد الآن كتابات صورية ورمزية ومقطعية وليست بالأبجدية.
عودة إلى الفينيقية، فمنها نشأ الخط الجزري الثاني(الكتابة الآرامية)، وكان حظ هذه الكتابة من الانتشار أكثر من غيرها من الكتابات خاصة في المنطقة العربية، فعلى سبيل المثال فقد أخذت الكتابة الفارسية القديمة في زمن الأخمينيين، والسنسكريتية وكتابات الدويلات العربية التي نشأت قبل الإسلام، مثل التدمرية والنبطية والرهاوية التي نشأت منها السريانية والحضرية والمنسوبة إلى مدينة الحضر في جزيرة الفرات، والميسانية والمندائية وهي كتابة الصابئة، وكتابات أخرى معاصرة لها مثل العبرية الحالية (لأنها حافظت على نفسها من التغيير).
وفي الجانب الآخر من الكتابة العربية الجنوبية(الخط المسند)، ومنها الثمودية واللحيانية والصفوية هناك آراء مختلفة حول أقدميتها .
وطبعا الكتابة العربية تطورت بدورها بشكل كبير عن الأصل (السينائي) وصولاً إلى الحضرية والتي أثبتُ في بحثٍ منشورٍ لي بأن العربية مأخوذة (مجزومة) منها، والمرجح أن الحضرية هي المرحلة الأخيرة التي استفادت منها الكتابة العربية.

الحوار_ من خلال بحوثك في تاريخ الخطوط والوقوف عليها، ما هي العلاقة بينها وبين دراستك للتاريخ بشكل عام والبحث فيه؟.
-لكل فن جانبين، الأول علمي والثاني فني بحت، وهذا ما ينطبق على الخط العربي.
ولما كان ارتباط الخط بالقرآن الكريم منذ أن أنزل وإلى يومنا هذا، وهذا ما يسمى بالتاريخ، وهذا التاريخ مداه أربعة عشر قرنا إذا ما أهملنا ما قبله، وهذا ما يمكننا فعله، فالخط وتاريخه يجب أن يُتناول منذ نشوء الأبجدية في هذه المنطقة، وأما ساحاته فهي تمتد من الصين شرقا إلى الأطلسي غرباً، لتعم بعد ذلك جميع أنحاء العالم.
فهذا التاريخ هو المصباح الكشاف لهذه المسيرة بهذا الاتساع وبهذا الإطار الزمني، وقد انعكس ذلك على الحضارة الإسلامية كاملة بما فيها من مخلفات أثرية ولربما امتدت إلى أقدم من هذه الفترة.
ويعتبر الخط العربي العمود الفقري لهذه الفنون، وإحاطتي بهذا الفن جعلني أتمكن من أن أقرأه عبر كتابات القرون الطويلة وعلى مر العصور التي تتابعت على تطور الخط العربي، وهذه تعتبر صفة مميزة من مميزات الخط العربي، بالإضافة إلى خبرات حياتية طويلة في التراث الشعبي والتراث الخاص بمدينة الموصل.
الحوار_ يعتبر ك المتابعون أحد أهم المراجع في التراث الموصلي، ما السبب؟.
-بحكم الثقافة التي تمرست فيها، والزمن الذي عشته في الموصل بين أزقتها وحواريها، أطالع جدرانها العتيقة والزخارف التي تعلو أبواب بيوتها والرخام المنقوش بأيدي أمهر النقاشين الموصليين عبر السنين الطِويلة، والتدقيق في كل ذلك وغيره من ملامح الموصل الخاصة بها دون أي مدينة في العراق أو دول الجوار، تكونت لدي حصيلة كبيرة جدا من المعلومات حول تراث هذه المدينة سواء في لغتها وأمثالها، أو في عمائرها وأزقتها، أو في عاداتها وتقاليدها، إلى آخر ما هنالك من مخلفات حضارية في كل الجوانب وبخاصة الجوانب سابقة الذكر، أو التي تتعلق بالجوانب المعيشية والحياتية لكافة شرائح المجتمع الموصلي وذلك كله من خلال المحاكاة المتعمقة والاحتكاك المباشر بهذه الشرائح كافة في المجتمع الموصلي، وأنا أعُد ذلك أمانة أنقلها للأجيال القادمة.
 الحوار_ تتلمذ على يديك خطاطون كثيرون من الموصل والعراق، بل وحتى من الدول العربية والإسلامية. هل يمكنك أن تذكر لنا البعض منهم؟.
 أنا ذكرت بعضا منهم في ما سبق من هذا الحوار، وهم الدفعة الأخيرة من دار المعلمين والدفعة الأولى من معهد المعلمين، وسوف نأتي على ما تسعفني الذاكرة منهم لذكرهم.
على صعيد مدينة الموصل وهم اكثرية تلاميذي:
د. نوفل الشهواني، عمار الفخري، علي الراوي، باسم ذنون، أياد الحسني، طالب العزاوي، سالم عبد الهادي، عباس الطائي، عبد الغالي عبد الرزاق، د. مؤيد صديق، وعد الله محمد داؤد، حسن قاسم حبش، عبد المنعم مجيد خطاب، عمار عبد الغني، ابراهيم المشهداني، احمد اسماعيل، زكريا عبد القادر، د. ادهام محمد حنش، بهنام فتوحي، الشقيقتان جنة وفرح عدنان، د. عامر الجميلي، ومن تلعفر. حيدر زكر، محفوظ ذنون.
ومن المحافظات العراقية:
 احمد عبد الرحمن، زياد المهندس، جمشيد عبد الواحد، نجاة رسول، من أربيل. ومن كركوك كل من نجاة حميد، عطاالله احمد، مخلف عطية. ومن السليمانية. محسن حسين. ومن الطوز صفوت نديم. ومن دهوك صديق حامد. ومن الكوت جواد الغرباوي، عبد الحسين رضا. ومن البصرة فاضل شهاب داؤد. ومن بغداد عبد الرضا جاسم القرملي. ومن الأنبار علي المحمدي. ومن ديالى واثق محمود.
ومن الأخوة العرب والمسلمين:
عبدالله الحساني من العربية السعودية، وناصر النصاري، عبد الرقيب العودري، عبد الرحمن الجنيدي من اليمن. ومن تونس الجيلاني الغربي، فرج ابراهيم. ومن الأردن منتصر الحمدان. ومن المغرب حميدي بلعيد، د. فوزية عدنان. ومن الجزائر حسين عيسى، مناد بن حليمة، صالح المقبض. ومن الكويت علي البداح. ومن تركيا د. تحسين طه.

منقول عن موقع http://www.kurdiu.org/ar/wtard.php?pageid=3551

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق