الخطّاط الدكتور عامر الجُميلي* و الدكتورة أسماء سعود الخطّاب**
** استاذ مساعد في قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الموصل.
مدخــل :
البحث محاولة جديدة يهدف الى الكشف عن جماليات فن بلاغي بديعي مصطلح عليه عند البلاغيّين بفن الجناس ومصنف ضمن الفنون البديعية الايقاعية .
ان التمظهر الخطي للجناس بكل اشكاله والوانه سواء كان تاما او غير تام في بنية النص القرآني يعد افضل حافز للفنان " الخطاط" للكشف عن جماليات الخط لان الاعتناء بجمالية الخط موازٍ لقدسية الحرف فمنه تتالف كلمات القران الكريم وهو من اهميته معادل للتجويد ، والخطاط يعمل على تجسيد صورة للكلمة او العبارة وما فيها من صوت وحركة ومعنى وخيال مرئي من خلال انتقاء انواع الخط والتصرف في امتداد الحروف التي تتشكل منها الكلمات او الجمل وهي قوام اللوحة العربية الاسلامية . ان اجتماع الحرف والكلمة والجمل بحريتها الايقاعية ولونها الذاتي تعمل على ايجاد لوحة تتضمن صوتا ومعنى وخيالا مرئيا .
ان القران الكريم تتوزع فيه الصورة المتجانسة بانواع مختلفة تعمل على تبلور الافكار وترسيم المعقولات في لوحات فنية تقرأ باللسان وترى بالبصر والبصيرة وترسم في المخيّلة ، وتكاد تلمسها الحواس التي تستشعر جمال الاعجاز القراني للجناس([1]) ، ومن هذا المنطلق بنى البحث لُحمته .
إن جماليات الجناس لا تنحصر في الزخرفة القولية (اللفظمعنوية) فحسب، بل تتجاوز ذلك الى صعيد الزخرفة الكتابية لتتعانق مع جماليات الخط العربي الذي يمتاز بخصوصيات منفردة بوصفه فنا تشكيليا له ابعاده وطبيعته ووظيفته سواء على صعيد المستوى البصري او المستوى الذهني ، فالزينة البديعية غير منبتّة الصلة عن الفنون العربية الإسلامية فهذه الفنون سواء في طابعها الجمالي الخاص أو طابعها النفعي، يكشف قدر منها عن ولع بالزخرفة التي تتغلغل في الموسيقى التي اعتمدت تكرار الوحدة في الإيقاع أكثر من اعتمادها على التآلف من الأركان المتقابلة ، وتكاد الصنعة البديعية على هذا النحو نكون عنصرا مميزا لكثير من منجزات التشكيل الموسيقي ، وفنون القول ، والجناس بأنواعه المتعددة كالتام والمصحف والمحرف والمعكوس ....... الخ .
([1]) للمزيد عن الجناس في القران الكريم، ينظر: الخطاب، اسماء سعود، الجناس في القران الكريم، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة الموصل، 1998.
لطلب البحث الكامل يرجى مراسلة الخطاط د. عامر الجميلي dr.amer.art@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق