الأربعاء، 27 أبريل 2011

سطور بقلم د. عامر الجميلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علّم بالقلم وجعل التفاهم بين الشعوب باللسان والقلم. والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (قيدوا العلم بالكتابة)

وبعد... فان الكتابة والخط من أهم واجلّ الوسائل التي ابتدعها الانسان لتدوين الكلام بهدف التذكّر أو الإخبار، وهي من أكثر المظاهر الحضارية عالمية. على الرغم من انها غدت إحدى الظواهر الحضارية الاعتيادية والمألوفة التي لا تثير الانتباه أو الاهتمام، إلا أننا إذا تصورنا مجتمعنا المعاصر بدون كتابة وكتب ، وهي الجسور التي تربط بيننا وبين الماضي والمستقبل، عرفنا اهمية الكتابة في حياتنا اليومية ، فضلا عن كونها وسيلة جمالية فنية . ومنها هذه المجموعة الخطية التي هي نتاج وحصيلة اكثر من ثلاثين عاما قضيتها في ظلال هيكل هذا الفن الجميل ومحرابه، وهي تضم باقات جميلة من حدائق الخط العربي وفنون من الكتابات المختلفة التي صمّمت وصنعت في فترات متباعدة، كما انها تضم نصوصا متعددة فتجد بين تضاعيف هذه المجموعة وإضماماتها: الآية الكريمة والحديث الشريف وتصاميم لاسماء شخصية، وقصائد وابيات شعرية جميلة واقوال مأثورة لمشاهير الحكماء والفضلاء، وتصاميم وشعارات واغلفة وعناوين كتب ولوحات جامعة للخطوط، تعد كوسيلة ايضاح تعليمية فنية للتعريف بانواع الطرز الخطية والزخرفية العربية الاسلامية والتاريخية.

وما يميز هذه المجموعة احتواءها على خطوط لغات قديمة (ميتة) متنوعة، بحكم المام كاتب هذه السطور ببعضها.

واني إذ اقدم هذه المجموعة إلى عشاق هذا الفن الروحي (الخط العربي)، أرجو ان تنال القبول والرضا وان تلقى الاستحسان وان يفيدوا من بعضه، كما أفدت أنا من تجارب وخبرات من سبقني من اعلام الخط العربي الذين ارسوا دعائم هذا الفن وكانت نتاجاتهم الخطية بحق خير مَعين لا ينضب نهلتُ منه الكثير فآثارهم وكتاباتهم كانت بمثابة الدستور الخطي والمرجع للاتناس بها والمظان التي كنت اعود اليها في قياس نسب الجمال الخطي وضوابطه وقواعده وقوانينه واصوله. ومن الله التوفيق.



وما من كاتب إلا سيفنى


ويُبقي الدهرُ ما كتبت يداه

فلا تكتب بخطّك غير شيء


يسرّك في القيامةِ ان تراهُ




الخطاط الدكتور

عامر الجميلي

الموصل في السادس من صفر من عام

ثلاثون وأربعمائة وألف للهجرة

الموافق الأول من شباط لعام تسع وألفين للميلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق