الاثنين، 27 أغسطس 2012

معجم المعالم الجغرافيّة في السيرة النبويّة

كتاب المعالم الجغرافيّة الواردة في السيرة النبويّة ، الصادر عن دار مكّة للنشر والتوزيع ، عام 1982 ، جعله المؤلّف رديفاً لكتاب السيرة النبويّة ، ليكون مرجعاً لقارئيها في بحثه عن المواضع التي تعترضه أثناء قراءته فيها ، ولم يقصر المؤلّف على ما له عَلاقة بغزواته وسراياه (ص) ، بل توسّع فيه حتى شمل كلّ موضع ورد ذكره في السيرة النبويّة ، سواءاً جاء ذكره في العهد الجاهلي بما له مساس بالسيرة بعد الرسالة ، أو جاء ذكره في تراجم الصحابة والوقائع التي خاضوها بعد موت صاحب السيرة ( ص ) ، أو ورد بأيّة طريقة من الطرائق حتى صار مادة من مواد السيرة المطهّرة . ولأن النقل وحده في هذا الموضوع لا يكفي - فقد دأب المؤلّف على تجميع المعلومات عمّا ورد في السيرة من معالم ، وقام برحلات كثيرة في أقاليم : الجزيرة العربيّة ، والاردن و سورية ولبنان والعراق ومصر، وهي الديار التي انحصرت فيها هذه المعالم ، ووقفت بنفسي على ما لا يقلّ عن 90% منها ، ثم استعان بمراجع كثيرة ، خاصة لما لم يقف عليه وما لم يعد معروفاً اليوم .
ولأن علم الجغرافية من أجلّ العلوم الإجتماعيّة والأدبيّة، لا يستغني عنه باحث أو قارئ .ولأن من ميّزات هذا العلم أنه غير قابل للدَّسّ والوضع أو التحريف ، فهو علم مكشوف يوضّح أرضاً خالدة ، فإن وجد من يضع فيه ما يوافق هواه فإنّ من يأتي بعده سيكذّبه ، ويثبت - بالمشاهدة والرسم -
، غلط سلفه ، بخلاف علم التأريخ والأدب ، فقد يتوصّل صاحب الغرض إلى غرضه فيهما بوضع ما يوافق هواه .
فإن سلَّمنا أن علم الجغرافية عامة ، والمعالم خاصة ، علم لا غنى للباحث والقارئ عنه ، وجدنا أن أقربه متناولاً وأيسره للبحث ، هو فنّ المعاجم ، فالباحث يستطيع في أيسر وقت الحصول على بغيته ، نظراً لتسلسل المواد على ترتيب الحروف الهجائيّة .
كما أن المعجم يعطيك معلومات محددة عن أعلام خاصة ، بعيداً عن الإسهاب والإستطراد .
لذا فقد جعل المؤلّف هذا الكتاب ، معجماً ، وجعل معلوماته موجزة ، ولكن إيجازها ، موفٍ بالغرض المؤلَّف الكتاب من أجله .

السبت، 18 أغسطس 2012

سلسلة نقوش كتابيّة أثريّة من مدينة (بلد) - أسكي موصل - تنقيبات عام 1996

قطعة من لوح رخامي موصِليّ يحمل كتابة غير منقطة بالخط الكوفيّ المورق يرجّح أن يرقى للقرن الخامس الهجري ، عثر عليه في دكّان في (سوق مدينة بلد) في تنقيبات موسم عام 1996 ، ونقرأ فيه ما نصّه :
" هذا الدكان وقف عليّ بن احمد رحمه                               
الّلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه "                                          
        ويلاحظ هنا أنّ النص كاملاً غير أننا لانعلم على من أوقف هذا الدكّان ، وليس من المستبعد ان يكون الوقف على المسجد الجامع في مدينة ( بلد) نفسها - على الضفّة الغربيّة لنهر دجلة ، شمال غربي الموصل بالعراق ، وهو الارجح عندي .

الخميس، 16 أغسطس 2012

نقش كتابي لوقفيّة جرن (حوض) من مدينة بلد - اسكي موصل -


 قطعة  من الرخام قياساتها (54×44سم) نفش عليها كتابة مزيجة بين الخط الكوفي ذي الهامات المثلثة او المروسة غير المنقطة ، والخطّ الليّن ( بين الثُلُثِ والنسخ ) قوامها تسعة أسطر نصّها:
بسم {الله الرحمن الرحيم}
هذا جرن لـ أنس ( أو لعلّه - راسين - أو- راشين - ) ....
احمد بن بركات ثُعَلْ ....
صحيح من ميل عين يونس
إبن متّى عليه السلا{م} ...
بمسافة محمد بن  .....
عبيد الله إبن ثُعَلْ ..
وـ .... لراو نصر بن احمد
بن جلا بن وسنة  لإبـــــــ .....
ولو أن قراءة هذه العبارات لم تعط معنى واضحاً من خلال عدم وضوح اللوح نفسه لكونه متهشماً بعض الشيء، وانطماس بعض المقاطع لتعطي لنا المعنى الكامل.إلا أننا حاولنا قراءة هذا النص الكتابي بقدر الإمكان من خلال بعض الكلمات الواضحة مثل(جرن) (ثُعَلْ) فضلاً عن بعض الأسماء (انس) (احمد بن بركات) (يونس بن متّى) وقد يكون هو المقصود نبي الله يونس(ع).وأسماء أخرى (عبيد الله) (نصر بن احمد).
ولقد دونت هذه الكلمات بالخط الكوفي المرّوس غير المنقّط إلا أننا رجّحنا هذه الأسماء من خلال التنقيط لإعطاء معنى بسيط في قراءة هذه النص.   
 فالجرن قد جاء معناها في المعاجم اللغوية ، انه حجر منقور يصب فيه الماء فيتوضأ به وجاء بمعنى اخر أيضا ، القصعة أو موضع تجفيف التمر، لذا قد تكون كلمة جرن الواردة في هذا اللوح الرخامي وقف لاحد المحسنين قد يكون هو انس بن احمد بن بركات المذكور اسمه في اللوح ، وقد يكون مخصصاً للوضوء في احد المساجد بالمدينة وربما يكون منقولاً من منطقة عين يونس بن متّى في ( بلد) . حيث كان يعتقد بحسب التقليد العربي الإسلامي والاسطورة ، أن الحوت إبتلع (يونس) عليه السلام في موضع ما و ( بلطه ) أي : ( لفظه ) في مدينة ( بلد ) أو ( ( بلط ) كما تسمّى أحيانا اخرى ، وهي ذات التسمية للمدينة في النصوص الآشورية لإسم المدينة منذ عهد الملك ( آشور - ناصر بال ) الثاني ، بعدما اكتشف فيها كميّات من الرخام والحجارة التي يحتاجها لنحت الثيران المجنّحة والتماثيل والمنحوتات الجداريّة ، مع إنّ معنى الإسم بالأكديّة يعني ( الحياة ، أو الذي مُنِحَ الحياة ) ،  والمعروف أن استخدام الجرن في الأماكن المقدسة وخاصة بالنسبة للديانة المسيحية والذي يعرف بـ (جرن العماد) الذي يقوم به القديسيين بتعميد الطفل بداية عمره ذلك من خلال الماء المقدس المحفوظ في الجرن . ويتبين من قراءة هذا اللوح انه جمع مع استقامة الخطوط الكوفية وميلها للينونة في بعض الحروف مثل كؤوس حرف النون، او النون الرحمانيّة في كلمة (بن) اضافة الى حرف السين، اما حرف الالف الذي ظهرت عليه الهامات والترويسات من الأعلى والأسفل ( ﺎ ) وهو الذي شاع في البرديّات التي تعود الى القرن الرابع الهجري اضافة الى ذلك ضمّ هذا اللوح اعلاه توريق ببعض نهاية واطراف حروفه كما في حرف الألف المقصورة في كلمة (متى). مما يدل هذا على تطور الخط بعض الشئ . وعلى هذا الاساس ارجّح عودة هذا اللوح الرخامي الى القرن الرابع او الخامس الهجري.

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

- سلسلة كتابات ونقوش وزخارف من مدينة (بلد )-

نقش كتابي لوقفيّة في أحد أسواق مدينة بلد - أسكي موصل -
عثرت على هذا اللوح بالصدفة البحتة ، في البيت رقم 3 في مدينة ( بلد) - أسكي موصل - ، على الضفّة الغربيّة - اليمنى - لنهر دجلة ، وتبعد 50 كم شمال غربيّ الموصل شمالي غربي العراق ، أثناء تنقيبات الهيأة العامة للآثار / موسم عام 1996، بعد انتهاء فريق العمل في التنقيب في ذلك البيت ، وهم يحسبون أنه لم يتبقّ في  البيت أيّة ملتقطات أثريّة ، لينتقلوا إلى بيت آخر، لكن وأنا اعاين بلاطات درج البيت وزخارفه لغرض رسمها ووصفها ، لفت نظري في آخر بلاطة وأنا أقوم بتحسّسها لوجود فراغ تحتها لعلها ليست البلاطة الأخيرة ، فإذا يدي تحسست في أسفل البلاطة وقفاها أخاديد وملمس نقوش ومخربشات ، خلتها زخارف أول الأمر ، فاستدعيت على الفور حفّاراً فنّيّاً وطلبت منه أن يقلع البلاطة ، ففعل ، وقلبتها ، لأكتشف عليها كتابة وقفية بالخط الكوفي الذي يوحي طرازه للقرن الثالث الهجري ( من العصر العبّاسي الأول ) ، ويبدو أنها نقلت من مكانها الأصلي ، لينتهي بها الحال للإستعمال كبلاطة درج سلّم ، وربّما من بنى هذا السلّم قام بكسر اللوح من الجوانب ليتناسب مع القياس المطلوب لعرض البلاطة ، ولكون النّصّ يتضمن لفظ الجلالة ( الله ) لذا تحرّج من المسألة وقلب اللوح تحاشياً ومخافة وطإه بالأرجل .
.
ومدينة بلد هذه ، هي غير مدينة ( بلد ) القريبة من نواحي ( الدُّجيل ) قرب (الحظيرة) و(حربى) من نواحي ( بغداد )  .


وقمت بقراءة ما تبقّى من النقش وهي كالآتي :
" [بسم الله الرحمن ا] لرحيم هذا الحانوت
........[و] ما خارج درب الحظّ
...ـاب إلى جانب ذلك
.....[مـ ] ـحمّدالرَّقِّيّ غفر الله له
.......[وآ ] جره الله

- تفريغ وتحليل وقراءة الباحث -