الخميس، 16 أغسطس 2012

نقش كتابي لوقفيّة جرن (حوض) من مدينة بلد - اسكي موصل -


 قطعة  من الرخام قياساتها (54×44سم) نفش عليها كتابة مزيجة بين الخط الكوفي ذي الهامات المثلثة او المروسة غير المنقطة ، والخطّ الليّن ( بين الثُلُثِ والنسخ ) قوامها تسعة أسطر نصّها:
بسم {الله الرحمن الرحيم}
هذا جرن لـ أنس ( أو لعلّه - راسين - أو- راشين - ) ....
احمد بن بركات ثُعَلْ ....
صحيح من ميل عين يونس
إبن متّى عليه السلا{م} ...
بمسافة محمد بن  .....
عبيد الله إبن ثُعَلْ ..
وـ .... لراو نصر بن احمد
بن جلا بن وسنة  لإبـــــــ .....
ولو أن قراءة هذه العبارات لم تعط معنى واضحاً من خلال عدم وضوح اللوح نفسه لكونه متهشماً بعض الشيء، وانطماس بعض المقاطع لتعطي لنا المعنى الكامل.إلا أننا حاولنا قراءة هذا النص الكتابي بقدر الإمكان من خلال بعض الكلمات الواضحة مثل(جرن) (ثُعَلْ) فضلاً عن بعض الأسماء (انس) (احمد بن بركات) (يونس بن متّى) وقد يكون هو المقصود نبي الله يونس(ع).وأسماء أخرى (عبيد الله) (نصر بن احمد).
ولقد دونت هذه الكلمات بالخط الكوفي المرّوس غير المنقّط إلا أننا رجّحنا هذه الأسماء من خلال التنقيط لإعطاء معنى بسيط في قراءة هذه النص.   
 فالجرن قد جاء معناها في المعاجم اللغوية ، انه حجر منقور يصب فيه الماء فيتوضأ به وجاء بمعنى اخر أيضا ، القصعة أو موضع تجفيف التمر، لذا قد تكون كلمة جرن الواردة في هذا اللوح الرخامي وقف لاحد المحسنين قد يكون هو انس بن احمد بن بركات المذكور اسمه في اللوح ، وقد يكون مخصصاً للوضوء في احد المساجد بالمدينة وربما يكون منقولاً من منطقة عين يونس بن متّى في ( بلد) . حيث كان يعتقد بحسب التقليد العربي الإسلامي والاسطورة ، أن الحوت إبتلع (يونس) عليه السلام في موضع ما و ( بلطه ) أي : ( لفظه ) في مدينة ( بلد ) أو ( ( بلط ) كما تسمّى أحيانا اخرى ، وهي ذات التسمية للمدينة في النصوص الآشورية لإسم المدينة منذ عهد الملك ( آشور - ناصر بال ) الثاني ، بعدما اكتشف فيها كميّات من الرخام والحجارة التي يحتاجها لنحت الثيران المجنّحة والتماثيل والمنحوتات الجداريّة ، مع إنّ معنى الإسم بالأكديّة يعني ( الحياة ، أو الذي مُنِحَ الحياة ) ،  والمعروف أن استخدام الجرن في الأماكن المقدسة وخاصة بالنسبة للديانة المسيحية والذي يعرف بـ (جرن العماد) الذي يقوم به القديسيين بتعميد الطفل بداية عمره ذلك من خلال الماء المقدس المحفوظ في الجرن . ويتبين من قراءة هذا اللوح انه جمع مع استقامة الخطوط الكوفية وميلها للينونة في بعض الحروف مثل كؤوس حرف النون، او النون الرحمانيّة في كلمة (بن) اضافة الى حرف السين، اما حرف الالف الذي ظهرت عليه الهامات والترويسات من الأعلى والأسفل ( ﺎ ) وهو الذي شاع في البرديّات التي تعود الى القرن الرابع الهجري اضافة الى ذلك ضمّ هذا اللوح اعلاه توريق ببعض نهاية واطراف حروفه كما في حرف الألف المقصورة في كلمة (متى). مما يدل هذا على تطور الخط بعض الشئ . وعلى هذا الاساس ارجّح عودة هذا اللوح الرخامي الى القرن الرابع او الخامس الهجري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق