Musil And His Role in Re-Formation The Most Famous Military Campaigns Itineraries And Their Limitations In The Ancient Historical Periods On The Middle Euphrates
Dr. Amir Abdullah Al-
Abstract
The research deals with the role of the Czechoslovakian orientalist Alois Musil (1868-1944 A.D.) in following and reorganization structure of the most famous military campaigns Itineraries and their limitations in the ancient historical periods, in the middle Euphrates exactly. He follow some of the sites situated in the area which he studied, so he mentioned much the information available about the sites came from the Assyrian cuneiform texts, as the campaign of the Assyrian king, Tukulti-Ninnurta II in 884 B.C., and what have been mentioned by the writings of the classical Greek and the Roman writers as the campaign of the 10 thousands against the Persia known as the campaign of Xenephon in 401 B.C., and the Parthian stations by the Charax Asedoros in the midist of the first century A.D.
موسيل ودوره في إعادة تشكيل اشهر مسارات طرق الحملات العسكرية وتحديدها في العصور التاريخية القديمة على الفرات الأوسط
د. عامر الجميلي/ كلية الآثار/ جامعة الموصل - العراق
كلية الآثار / جامعة الموصل
توطئة :
كان للمستشرقين الدور الرائد في إعطاء العالم الصورة الواضحة لتاريخ منطقة الشرق الأدنى في عصورها القديمة ، والى بعضهم يعود الفضل في فتح آفاق معرفتنا المعاصرة لحضارة بلاد كان لها قصب السبق على الإنسانية جمعاء بنشوء الحضارة ونقصد بها بلاد الرافدين ومصر وبلاد الشام وغيرها فبجهودهم تم اجراء التنقيبات الأثرية في اطلال وأوابد المدن القديمة والتي كشفت لنا عن حضارات عظيمة لتلك البلاد من عمارة وغيرها ، فيما يعزو الفضل لبعضهم بفك رموز الكتابات القديمة لتلك الشعوب ، كالمسمارية والهيروغليفية وغيرها ومن ثم وضعوا قواعد لتلك اللغات الميتة استناداً لتلك النصوص والنقوش، والتي أماطت اللثام عن نصوص تاريخية وعلمية وأدبية وغيرها من صنوف المعارف والآداب والفنون ، ومن بين أولئك المستشرقين الذين تخصصوا بتاريخ وحضارة هذه الارض ولغاتها القديمة ولهجاتها الحديثة ، المستشرق موسيل الذي درس تاريخ ولغات هذه المنطقة وأثرى المؤسسات الأكاديمية بدراسات كان لها الأثر الأكبر في معرفتنا بشكل أدق وأوسع على الجغرافية التاريخية لأجزاء واسعة من العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية
محاور البحث :
1. التعريف بالمستشرق : المستشرق الوا موسيل (Alois Musil) (1868-1944) هو بحّاثة تشيكوسلوفاكي تخرج من جامعة براغ واختير مشرفا على الدراسات العربية واستاذا للغات السامية فيها اجاد ومارس الحياة الاكاديمية ممارسة وتدريبا في باريس وبيروت وكامبردج وبرلين واجاد لغات اهل البلاد العربية القديمة ورحل الى الشرق الاوسط وتعلم في معهد الآداب الشرقية ببيروت ونال الدكتوراه في اللاّهوت عام 1895 وعلّم في مدرسة الكتاب المقدس للآباء الدومنيكيين بالقدس عام 1895 واتقن اللغة العربية قراءة وحديثا ، واستوعب ما كتب فيها وخاصة التاريخ واحوال المناطق الواقعة في شمالي نجد ، والاردن وبادية الشام والفرات الأوسط ، وكذلك في الفقه الاسلامي ، ولفتت مناظراته مع شيوخ الدين في سوريا ولبنان انظار المسؤولين في فينا() ولم يقصر حياته على قاعات الدرس ومكتباتها المحصورة ، وانما عمد على مزج العلم بالعمل ، وعلى فحص شخصي دقيق للمناطق التي عني بدراستها ، محاولا بذلك تحديد موقع المعالم التي ورد ذكرها في المصادر وتحديد اهميتها التاريخية ، واقتضاه تحقيق ذلك القيام بعدد من الرحلات امتدت قرابة (20) سنة بدأها في سنة 1896 برحلة علمية الى جنوبي الاردن ، في المنطقة التي كانت تسمى عند الاقدمين "العربية الصخرية" التي ينحت اهلها من الجبال بيوتا وامتدت رحلته في دراستها الى سنة 1902 ، ثم اعقبها في سنتي 1908 و 1909 برحلة الى بادية الشام وتدمر ، واتبعها برحلة ثالثة ارتاد فيها الاطراف الشمالية من الحجاز() ، ثم عاد في سنة 1912 الى ارتياد المنطقة الممتدة في شرقي تدمر واواسط الفرات ، وفي سنة 1914 -1915 قام برحلته الأخيرة التي ارتاد فيها بادية السماوة والأطراف الشمالية من نجد وتقلد في أثرها رتبة لواء وصحب بعض امراء النمسا واكتشف (قُصَيْر عَمرَه) من العصر الاموي في البادية الاردنية الشرقية(). وعدّ رياض الريّس مؤلف كتاب جواسيس العرب ، المستشرق موسيل ، الشخصية الثانية بعد المّس بيل في اكتشاف خط الحجاز الحديدي ورسم خرائطه ().
وقد اتاحت له رحلاته دراسات ميدانية عززت مكانتها اجادته اللغة العربية ، وافاقه الفكرية الواسعة التي امتدت الى الاهتمام بالمعالم الطوبوغرافية والاثارية ، وبما في البيئة من ظواهر نباتية وبشرية ، ويسّرت له استقامته وامانته واخلاصه في تحرّي المعرفة من اجل العلم، الاتصال بأهل المناطق التي زارها وكسب ثقتهم والإفادة من معلوماتهم في ضبط تسمية المواضع ووصف الاحوال، فاضافت الى ما تميز بيه من دقة الملاحظة ، وسعة الأفق ، وغنى المعلومات ، وعمق
التفكير ، وشمول المعرفة ، والاتزان في الحكم ، وسجّل ثمار معرفته في كتب افرد لكل منطقة منها مجلّدا خاصا ، شملت " شمالي نجد" و " شمالي الحجاز" ، و "العربية الصخرية" (بلاد الانباط) و " الصحراء العربية" (بادية الشام) و "الفرات الاوسط" وخصّ في مجلّد ضخم خاص (الروَلة) وهي عشيرة من قبيلة عنزة تقيم في اطراف الاردن ، فوصف احوالهم وعاداتهم وتقاليدهم واشتهر بين افراد هذه العشيرة بالشيخ موسى الرويلي وعيّن عضواً في المجمع العلمي العربي في
دمشق . وقد قامت الجمعية الجغرافية الامريكية بطبع معظم كتبه بالانكيزية في نيويورك بين سنتي (1926-1928) بعناية المجمع التشيكوسلوفاكي والمستر كراين الامريكي المشهور بحبه للعرب وظلت منذ صدورها مرجعا معتمدا واساسا لكل دراسة متصلة بالمنطقة ()، ولم يظهر أي كتاب عن المنطقة يدانيها او يحل محلها ، ولم ينقل منها الى العربية الا بعض كتاب "شمال الحجاز" 1952 و "الفرات الاوسط" 1990 وكل هذه الكتب تجري على نسق واحد ، يخصص القسم الاول منها بوصف المنطقة التي يبحثها وصفا دقيقا مستوعبا ، ويورد في القسم الثاني المعلومات التاريخية لبعض المواضع الواقعة في المنطقة التي يدرسها ، فيورد كافة ما تيسر عن المواضع من المعلومات المذكورة في النصوص المسمارية البابلية والآشورية ، وما كتب الاغريق والرومان ، ثم يعقب ذلك بما ذكره الرحالة المحدثون. وقد استوعب المعلومات في الكتب التي توفرت له ، فكوّن منها صورة صادقة قد تغنيها ، ولكن لا تبدلها ، المصادر التي طبعت حديثا بعض ظهور دراساته. ووصف موسيل الاحوال الجغرافية والعمرانية التي كانت قائمة عند دراسته لها ، وضبط اسماء المواضع التي ذكرها بالتلفظ الذي سمعه من اهلها ، ولذلك فان كثيرا من هذه الاسماء تختلف عن اللفظ المتداول في الكتب العربية ، وابرز ذلك في استعماله " ﮒ" مكان "ق" و "ﭺ" مكان "ك" () ، ولدقّة تحقيقات موسيل البلدانية فيما يخص اعادة تحديد بعض طرق الحملات العسكرية وما تقع عليه من قرى ومدن ، فقد استخدمت مؤلفاته ومنها كتابه الفرات الاوسط كدليلا مساعدا للعديد من بعثات التنقيبات الاثرية الاجنبية منها والعربية على حد سواء ، وجاءت نتائج بعض تلك التنقيبات تطابق وتؤكد ترجيحاته وتخريجاته فيما يتعلق بترشيحه للاسم القديم في النصوص المسمارية والآرامية والإغريقية والرومانية مع بعض التلال الأثرية الواقعة على نهر الفرات الاوسط.
التفكير ، وشمول المعرفة ، والاتزان في الحكم ، وسجّل ثمار معرفته في كتب افرد لكل منطقة منها مجلّدا خاصا ، شملت " شمالي نجد" و " شمالي الحجاز" ، و "العربية الصخرية" (بلاد الانباط) و " الصحراء العربية" (بادية الشام) و "الفرات الاوسط" وخصّ في مجلّد ضخم خاص (الروَلة) وهي عشيرة من قبيلة عنزة تقيم في اطراف الاردن ، فوصف احوالهم وعاداتهم وتقاليدهم واشتهر بين افراد هذه العشيرة بالشيخ موسى الرويلي وعيّن عضواً في المجمع العلمي العربي في
دمشق . وقد قامت الجمعية الجغرافية الامريكية بطبع معظم كتبه بالانكيزية في نيويورك بين سنتي (1926-1928) بعناية المجمع التشيكوسلوفاكي والمستر كراين الامريكي المشهور بحبه للعرب وظلت منذ صدورها مرجعا معتمدا واساسا لكل دراسة متصلة بالمنطقة ()، ولم يظهر أي كتاب عن المنطقة يدانيها او يحل محلها ، ولم ينقل منها الى العربية الا بعض كتاب "شمال الحجاز" 1952 و "الفرات الاوسط" 1990 وكل هذه الكتب تجري على نسق واحد ، يخصص القسم الاول منها بوصف المنطقة التي يبحثها وصفا دقيقا مستوعبا ، ويورد في القسم الثاني المعلومات التاريخية لبعض المواضع الواقعة في المنطقة التي يدرسها ، فيورد كافة ما تيسر عن المواضع من المعلومات المذكورة في النصوص المسمارية البابلية والآشورية ، وما كتب الاغريق والرومان ، ثم يعقب ذلك بما ذكره الرحالة المحدثون. وقد استوعب المعلومات في الكتب التي توفرت له ، فكوّن منها صورة صادقة قد تغنيها ، ولكن لا تبدلها ، المصادر التي طبعت حديثا بعض ظهور دراساته. ووصف موسيل الاحوال الجغرافية والعمرانية التي كانت قائمة عند دراسته لها ، وضبط اسماء المواضع التي ذكرها بالتلفظ الذي سمعه من اهلها ، ولذلك فان كثيرا من هذه الاسماء تختلف عن اللفظ المتداول في الكتب العربية ، وابرز ذلك في استعماله " ﮒ" مكان "ق" و "ﭺ" مكان "ك" () ، ولدقّة تحقيقات موسيل البلدانية فيما يخص اعادة تحديد بعض طرق الحملات العسكرية وما تقع عليه من قرى ومدن ، فقد استخدمت مؤلفاته ومنها كتابه الفرات الاوسط كدليلا مساعدا للعديد من بعثات التنقيبات الاثرية الاجنبية منها والعربية على حد سواء ، وجاءت نتائج بعض تلك التنقيبات تطابق وتؤكد ترجيحاته وتخريجاته فيما يتعلق بترشيحه للاسم القديم في النصوص المسمارية والآرامية والإغريقية والرومانية مع بعض التلال الأثرية الواقعة على نهر الفرات الاوسط.
2. نصوص الحملات التي اعاد موسيل تنظيم هيكلية طرقها ومحطاتها والتي غطت فترة التاريخ القديم لبلاد الرافدين الذي ينهيه الباحثون المتخصصين في التحقيب التاريخي بظهور الاسلام او بتاريخ معركة نهاوند(فتح الفتوح) في العراق وسقوط الامبراطورية الساسانية بمقتل الملك يزدجرد الثالث في السنة 31 من الهجرة ، الموافق لعام 651 للميلاد ، لذا فإن الدراسات التي عالجها موسيل والتي تستمر حتى العصور اللاحقة الاسلامية ، كالطرق البرية على الفرات الاوسط وفقا للمراجع والمصادر العربية الاسلامية مما لا يدخل في نطاق تخصصنا ولا يقع في فترة دراستنا للبحث ، فإننا سنضرب عنه صفحا. واختصارا للتفاصيل التي لا يتسع المجال لذكرها فإننا سنعرض باختصار للمحطات والمواقع والمنازل لأهم تلك النصوص ، والتي قام موسيل بتتبعها وتحقيقها على الأقدام ، او قام بملاحقتها على ظهور الجمال والخيول مع القوافل والأدِلاّء الذين استعان بهم من ابناء العشائر العربية على طول نهر الفرات والبادية والجزيرة الغربية للعراق وانتهاءاً بجنوب بابل على الفرات.
أ. اعادة تحديد طريق حملة الملك الآشوري توكلتي – ننورتا الثاني على منطقة الثرثار والفرات الاوسط والخابور في السادس من شهر نيسان من عام 884ق.م :
كان الانطلاق من مدينة آشور (قلعة الشرقاط) جنوب الموصل ، متجهاً جنوباً ، نصب اول مخيم على سفح سلسلة جبل مكحول ربما بالقرب من (عين المنجور) وربما كان المخيم الثاني عند (آبار الحديبة). عبر الملك مع حاشيته مجرى منخفض (ترتارو tartaru ) (وادي الثرثار) المتناقص الذي يجري في ارض يكثر فيها الجبس المتبلور والملح الصخري . ونتيجة لهذا يكون الماء في الابار الضحلة المتعددة هناك ذا مذاق مالح ومجّ () . وعلى ما يبدو فان الملك شرب في الايام الثلاثة الاولى الماء العذب الذي جلبه معه من دجلة فقط ، وربما كان المخيم الثالث في (العرسة) وربما كان المخيم الرابع في (ام غرُبه) وربما كان المخيم الخامس في (النخيلة) وربما كان المخيم السادس في (الفَرَس) وربما كان المخيم السابع في السهل الواقع شرقي مصب وادي الثرثار قرب بحيرة (ام رحل) الملحية ، ومن المحتمل ان الملك في موضع ماء قرب (بئر الخشيبة) ارتحل عن الثرثار وتوجه شرقا مخترقا منطقة (مرقب الحما) ، وهذا الاسم لازال فيه صدى من الاسم القديم الذي ورد في النص المسماري (خَماته hamata) ، ويحدد موسيل المخيم الثامن عند (بئر الخَمّاش) واغلب الاحتمالات ان المخيم التاسع نصب في (الشنانات) غربي منطقة اصطبلات لان الملك وجد في حقول (مركني margani ) قنوات للري ، وتعني كلمة مركني زهرة زكية الرائحة ، وهنا تفتق ذهن موسيل عن فكرة ربط ذكية وطريفة في الوقت نفسه وهي أن التسمية القديمة ربما حلّت محلها تسمية محليّة عن النبتة ذاتها ، فالشنانات كذلك نبتة طيبة الرائحة . وكان المخيم العاشر في منطقة (اصوصو asusu) التي يطابقها موسيل مع منطقة(عزيز بلد) قرب نهر دجلة حيث انتهب قرى القبيلة الآرامية البدوية (الأُتوءو utu'u) الواقعة على نهر دجلة حيث كان المخيم الحادي عشر وتقدم بمحاذاة سفوح هضبة "ردايف" وكان المخيم الثاني عشر عند حافة (قنوات في محيط منطقة ابو غريب) ، وكان المخيم الثالث عشر في منطقة
(دور-كوريكالزو dur-kurikalzu) التي يطابقها مع (عقرقوف) وكان المخيم الرابع عشر قرب (قناة بَتّي - انليل patti ENLIL) التي يطابقها موسيل مع (نهر صرصر) الذي يرد عند البلدانيين العرب الآخذ من الفرات الى دجلة قرب قرية (الزرجة). وكان المخيم الخامس عشر عند (سبّار sippar)
التي تتطابق مع (خرائب ابو حبة) وكان المخيم السادس عشر في (سالاتو salatu ) التي حدّدها موسيل (بخرائب المجدّم) ، اما المخيم السابع عشر فقد كان مقابل (دور – بلاطي dur-balati ) التي طابقها مع (خرائب اُحيمر) () وكان المخيم الثامن عشر في (راخيمّو rahimmu ) التي طابقها مع (خربة ماحوز) ()
مقابل
(رابيقو rapiqu)التي تتطابق مع (خرائب الرحايا) بين الفلوجة والرمادي (). وكان المخيم التاسع عشر في (كَبسيتة kabsita ) التي طابقها موسيل مع (خرائب كَوّشته)، اما المخيم العشرون فقط كان في (داياشيتو daiasetu) التي طابقها مع
(خربة الأسود) جنوب هيت، وكان المخيم الحادي والعشرين في (ايتو/ايدو itu/idu) التي تتطابق مع (مدينة هيت) ، وكان المخيم الثاني والعشرين في (خربو harbu) التي طابقها مع (خرائب ضيعة القطبية) او (خان البغدادي)، ونصب الملك مخيمه الثالث والعشرين في (شعيب النهل) ، وربما كان المخيم الرابع والعشرون في (خودوء بيلو hudu' belu ) التي طابقها موسيل مع (السليمية) وربما كان المخيم الخامس والعشرون في (سابيريتو sapiritu) التي طابقها موسيل مع (جزيرة السواري) و (زاديدانو zadidanu) التي رجح موسيل ان تكون (خرائب المحدّدة) موضعا لها ، وكان المخيم السادس والعشرون في (تلبيش / تلميش talbis / talmis )التي طابقها موسيل مع (خرائب سور تلبس) وكان المخيم السابع والعشرون في (آنات anat) التي هي (مدينة عانه) ، وكان المخيم الثامن والعشرون في (مشقيتو masqitu) التي طابقها مع (قرية صريصر)، وكان المخيم التاسع والعشرون قبالة (خرادو haradu ) التي رجّحها ان تكون (خرائب الدينيّة) ، وكان المخيم الثلاثون في (كايليتو kailitu) التي رشّح (الجعبرية) موضعا لها ، وكان المخيم الحادي والثلاثون في (خندانو hindanu) التي طابقها مع (خرائب الشيخ جابر) على الضفة اليسرى للفرات قبالة القائم ، وأمر الملك بنصب المخيم الثاني والثلاثون في (ناكياتو nagiatu )التي طابقها مع (خربة أكَمَة الطاوي) () ، وكان المخيم الثالث والثلاثون في (اقُربانو aqurbanu) التي ربما تكون (خيربان) او خرائب (البهسنا) وفي اليوم التالي توقف الملك في (صُبتو suptu) التي طابقها مع (خربة الصفا) وامر بنصب المخيم الرابع والثلاثون في (أرباتو arbatu) التي حددها مع (الجعابي) وكان المخيم الخامس والثلاثون في (كوصو gusu )التي طابقها موسيل مع (خربة المجتلة) ، وكان المخيم السادس والثلاثون مقابل بلدة (سيرقو sirqu) التي هي (العشارة) او (القريّة) وكان المخيم السابع والثلاثون قرب (رُمّونيدو rummunidu ) التي رشح موسيل خرائب (حجنا) () موضعاً لها ، اما المخيم الثامن والثلاثون فقد كان في (سورو suru) التي تتابطق مع (الصوّار- السوار) وبهذا الموضع الذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور ينهي موسيل تتبع مسار رحلة الملك لانه سيسلك بعد ذلك طريقا لصعوده لمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الخابور وهو احد روافد نهر الفرات، وهي ما دُرست من قبل غيره من الباحثين مثل شايل scheil وغيره اللذين تتبعوا كل قرية ومدينة وردت في النص المسماري وما يطابقها من المواقع المحلية في هذه الايام (انظر خارطة رقم 1).
(دور-كوريكالزو dur-kurikalzu) التي يطابقها مع (عقرقوف) وكان المخيم الرابع عشر قرب (قناة بَتّي - انليل patti ENLIL) التي يطابقها موسيل مع (نهر صرصر) الذي يرد عند البلدانيين العرب الآخذ من الفرات الى دجلة قرب قرية (الزرجة). وكان المخيم الخامس عشر عند (سبّار sippar)
التي تتطابق مع (خرائب ابو حبة) وكان المخيم السادس عشر في (سالاتو salatu ) التي حدّدها موسيل (بخرائب المجدّم) ، اما المخيم السابع عشر فقد كان مقابل (دور – بلاطي dur-balati ) التي طابقها مع (خرائب اُحيمر) () وكان المخيم الثامن عشر في (راخيمّو rahimmu ) التي طابقها مع (خربة ماحوز) ()
مقابل
(رابيقو rapiqu)التي تتطابق مع (خرائب الرحايا) بين الفلوجة والرمادي (). وكان المخيم التاسع عشر في (كَبسيتة kabsita ) التي طابقها موسيل مع (خرائب كَوّشته)، اما المخيم العشرون فقط كان في (داياشيتو daiasetu) التي طابقها مع
(خربة الأسود) جنوب هيت، وكان المخيم الحادي والعشرين في (ايتو/ايدو itu/idu) التي تتطابق مع (مدينة هيت) ، وكان المخيم الثاني والعشرين في (خربو harbu) التي طابقها مع (خرائب ضيعة القطبية) او (خان البغدادي)، ونصب الملك مخيمه الثالث والعشرين في (شعيب النهل) ، وربما كان المخيم الرابع والعشرون في (خودوء بيلو hudu' belu ) التي طابقها موسيل مع (السليمية) وربما كان المخيم الخامس والعشرون في (سابيريتو sapiritu) التي طابقها موسيل مع (جزيرة السواري) و (زاديدانو zadidanu) التي رجح موسيل ان تكون (خرائب المحدّدة) موضعا لها ، وكان المخيم السادس والعشرون في (تلبيش / تلميش talbis / talmis )التي طابقها موسيل مع (خرائب سور تلبس) وكان المخيم السابع والعشرون في (آنات anat) التي هي (مدينة عانه) ، وكان المخيم الثامن والعشرون في (مشقيتو masqitu) التي طابقها مع (قرية صريصر)، وكان المخيم التاسع والعشرون قبالة (خرادو haradu ) التي رجّحها ان تكون (خرائب الدينيّة) ، وكان المخيم الثلاثون في (كايليتو kailitu) التي رشّح (الجعبرية) موضعا لها ، وكان المخيم الحادي والثلاثون في (خندانو hindanu) التي طابقها مع (خرائب الشيخ جابر) على الضفة اليسرى للفرات قبالة القائم ، وأمر الملك بنصب المخيم الثاني والثلاثون في (ناكياتو nagiatu )التي طابقها مع (خربة أكَمَة الطاوي) () ، وكان المخيم الثالث والثلاثون في (اقُربانو aqurbanu) التي ربما تكون (خيربان) او خرائب (البهسنا) وفي اليوم التالي توقف الملك في (صُبتو suptu) التي طابقها مع (خربة الصفا) وامر بنصب المخيم الرابع والثلاثون في (أرباتو arbatu) التي حددها مع (الجعابي) وكان المخيم الخامس والثلاثون في (كوصو gusu )التي طابقها موسيل مع (خربة المجتلة) ، وكان المخيم السادس والثلاثون مقابل بلدة (سيرقو sirqu) التي هي (العشارة) او (القريّة) وكان المخيم السابع والثلاثون قرب (رُمّونيدو rummunidu ) التي رشح موسيل خرائب (حجنا) () موضعاً لها ، اما المخيم الثامن والثلاثون فقد كان في (سورو suru) التي تتابطق مع (الصوّار- السوار) وبهذا الموضع الذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور ينهي موسيل تتبع مسار رحلة الملك لانه سيسلك بعد ذلك طريقا لصعوده لمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الخابور وهو احد روافد نهر الفرات، وهي ما دُرست من قبل غيره من الباحثين مثل شايل scheil وغيره اللذين تتبعوا كل قرية ومدينة وردت في النص المسماري وما يطابقها من المواقع المحلية في هذه الايام (انظر خارطة رقم 1).
ب.إعادة هيكلية طريق العشرة آلاف على فارس (حملة زينفون) على الفرات الأوسط
وخلاصة هذه الحملة هي أن كورش الصغير بن دارا الثاني حاكم آسيا الصغرى ، ثار على أخيه الملك الاخميني ارتاحشويرش الثاني مخترقاً شمالي سوريا وبمحاذاة الضفة اليسرى للفرات الأوسط في ربيع عام 401 ق. م وقاد جيشا جراراً من الجنود الاغريق (اليونان) المرتزقة باتجاه بلاد فارس ، الا ان كورش الصغير قتل في الطريق واندحر جيشه فقاد فلول الجيش عند عودته وانسحابه عبر بلاد بابل وآشور الى آسيا الصغرى احد أفراده وهو زينفون وقد تمكن زينفون من قيادة فلول الجيش الذي كان عدده كما يبدو عشرة آلاف جندي وعاد به الى آسيا الصغرى عبر طريق مغاير للطريق الأول ، وقد خلّد زينفون رحلته الصعبة هذه بكتابة مذكرات تفصيلية عن تلك الرحلة ذكر فيها كل مكان او موضع بر به وما سمع به ومشاهداته فكانت عونا لنا في معرفة الكثير من احوال منطقة الشرق الادنى القديم في اواخر القرن الخامس ق.م . ()
كانت نقطة بداية طريق زينفون هي " ميناء ميرياندروس" الذي تقع أطلاله على بعد 13 كم الى الجنوب الغربي من اسكندرون جنوب تركيا على البحر المتوسط ، وبعد أربعة أيام وصل كورش (نهر خالوس) الذي يرجح انه
(نهر عفرين) الحالي شمال شرقي سوريا والتي ربما كانت تطلق كذلك على بلدة (مراتا كوي) الواقعة على ضفتيه ومن هنا اندفع في خمس ايام الى منابع نهر (درداس) الذي يرجح انه (نهر الذهب) وعلى ضفتيه الغريبة تقع
(قرية ابو طلطل) () الحالية وبذا تكون المسافة من عفرين (مراتا كوي) الى (نهر ذهب) حوالي 90كم وبمعدل مسيرة 18كم يومياً ، ومن هذا الموقع وبعد ثلاثة ايام وصل الجيش نهر الفرات وتقع بجانبه مدينة (ثبساكوس) () عند قرية (الثديين) في منطقة تل ابيض وليس بعيدا عن موقع (نيقفوريم) التي يرجح انها مدينة (الرّقة) ومنها عبر الجيش من مخاضة هذه القرية نهر الفرات ولما كانت بداية (نهر ذهب) لاتبتعد الا 55كم من ثبساكوس فان مسير اليوم الواحد هنا تبلغ
19 كم، وتقدم بمحاذاة ضفته اليسرى وبعد تسعة ايام وصل قناة (دوّارين) المتفرعة من نهر الخابور وتصب في الفرات عند سفح صخور منطقة
(العرسي) ، والتي تابعها لمدة خمسة ايام حتى وصل الى نهر الخابور نفسه الذي عبره الجيش ، حيث وجدوا قرى متعددة وتجهيزات وفيرة من النبيذ والقمح .
(نهر عفرين) الحالي شمال شرقي سوريا والتي ربما كانت تطلق كذلك على بلدة (مراتا كوي) الواقعة على ضفتيه ومن هنا اندفع في خمس ايام الى منابع نهر (درداس) الذي يرجح انه (نهر الذهب) وعلى ضفتيه الغريبة تقع
(قرية ابو طلطل) () الحالية وبذا تكون المسافة من عفرين (مراتا كوي) الى (نهر ذهب) حوالي 90كم وبمعدل مسيرة 18كم يومياً ، ومن هذا الموقع وبعد ثلاثة ايام وصل الجيش نهر الفرات وتقع بجانبه مدينة (ثبساكوس) () عند قرية (الثديين) في منطقة تل ابيض وليس بعيدا عن موقع (نيقفوريم) التي يرجح انها مدينة (الرّقة) ومنها عبر الجيش من مخاضة هذه القرية نهر الفرات ولما كانت بداية (نهر ذهب) لاتبتعد الا 55كم من ثبساكوس فان مسير اليوم الواحد هنا تبلغ
19 كم، وتقدم بمحاذاة ضفته اليسرى وبعد تسعة ايام وصل قناة (دوّارين) المتفرعة من نهر الخابور وتصب في الفرات عند سفح صخور منطقة
(العرسي) ، والتي تابعها لمدة خمسة ايام حتى وصل الى نهر الخابور نفسه الذي عبره الجيش ، حيث وجدوا قرى متعددة وتجهيزات وفيرة من النبيذ والقمح .
ثم واصل كورش تقدمه خلال بلاد العرب على الجهة اليسرى من الفرات وقطع مسافة 90كم في خمسة أيام خلال منطقة مقفرة ، وبعد اجتياز كورش هذه المنطقة وصل الى نهر الخابور والتي تقع الى جوارها مدينة (كورسوتا) التي يرجح انها تتطابق مع (خرائب الطاوي). وهذا يعني انه كان يقطع 18 كم لمسيرة يوم واحد ().
ومن خرائب الطاوي سار الجيش الى بلاية (البوابات) () التي يرجع انها (تل الأسود) () في ثلاثة عشر يوما وهذا يؤدي بنا الى حيث ينتهي تشكيل صخري في الدور الثالث من التكوين ويبدأ السهل الغريني لبلاد بابل في نقطة مؤشرة على الضفة اليمنى للفرات بأنف جبل العُقّة وبصخور (الأسود) على الضفة اليسرى ولذا بالامكان البحث عن (بلاية) التي أشار اليها زينفون عند الممر الواقع
على السفح الشرقي للجرف الصخري الأخير . ويتضح من السياق ان بلدة (خرمدني) لابد انها كانت تقع بالقرب من بلايه (تل الأسود) ، وتقع جنوب غربي صخرة (الأسود) على الضفة اليمنى للفرات (خربة عَدّاي) الضخمة التي تطابق باسمها وكذلك بموقعها (خرمندي) التي يشير اليها زينفون ، ان المسافة بين كورسوتا (الطاوي) الى بلاية (الأسود) هي (265)كم ، مما استلزم ان يقوم جيش كورش بقطع مسافة تزيد بقليل على العشرين الكيلو مترا برغم ان هذه المسيرات لم تكن دائما متساوية الطول بسبب ارتطام ماء الفرات بسفح الصخور العالية على الضفة اليسرى ولا يترك مجالا للطريق الذي يجب ان يتبع مسارا بعيدا عن النهر على ارض صخرية ، وخلال أخاديد . وحيث تنحدر الأخاديد الى الفرات تتكون خلجان مستنقعلية غالبا ما تيعذر عبورها . وفي ارض هذه طبيعتها لا يمكن ان تكون المسيرات اليومية بأطوال متساوية . ومن بلاية سار الجيش بمحاذاة الضفة اليسرى لنهر الفرات حتى وصل ساحة المعركة التي امتدت. فأحاطت ببلدة (كوناصا) التي تبتعد مسافة ثمانين كيلو مترا من بابل على الضفة اليسرى للفرات والتي توصل بالفعل الى خربة (القنيصة)() على بعد (4) كيلو مترات ، ان المسافة من تل الأسود (بلاية) الى القنيصة هي (90) كيلو مترا. وتلك المسافة تطلب من الجيش ان يقطعها في ستة ايام بمعدل خمسة عشر كيلومترا لليوم الواحد. فلو سلمنا جدلاً بأن الجيش قطع ثمانية عشر كيلو مترا يوميا في المسيرات الثلاث الأولى من بلاية (الأسود) ، فكان لابد من انهم استراحوا في نهاية المسيرة الثالثة قرب (خندق الوشّاش) في منخفض الخور استعدادا للمعركة . ولابد ان الجيش عسكر بعد اليوم الرابع من بلاية (الأسود) بالقرب من مدخل (قناة الأزرقية) الحالية() ، وبعد المسيرة الخامسة شرقي مدخل قناة دفّار(العيساوي) تماما. ان تقدير طول المسيرات الست الاجماعي من بلاية (الأسود) الى كوناصا كما اورده زينفون يوصلنا الى (خربة القنيصة) . وبما ان كليرخوس لاحق الفرس بعد المعركة حتى "قرية معينة" (كوناصا) الواقعة بجانب احد التلال ، فيمكن الافتراض ان الموضع القتالي للاغريق بجناحهم الأيمن على الفرات لابد ان كان حوالي خمسة كيلو مترات جنوب شرقي كوناصا. ومن كوناصا (القنيصة) عاد الاغريق الى موضع المخيم عند مدخل قناة الدفار (العيساوي) ومن هنا لابد انهم بدأوا عودتهم – اما الى الشمال او الى الشمال الشرقي ، لان الشمس عند الشروق كانت على اليمين ، بحثا عن قرى بابلية لم تنهب بعد ، وهذه لا تكون الا في شمالي الفرات وقد وصلوا اليها قرب الماء() ، وبما ان القرى الواقعة على الفرات كانت قد نهبًا خيالة الملك العظيم نهبا تاما فلم يستطع الاغريق العثور على اية ارزاق في الشريط الخصب الذي يبلغ عرضه قرابة (4) كيلو مترات ، ممتدا بمحاذاة النهر هنا ، ولا على اية قرية على المرتفع فقد كانت القرى قرابة سبعة عشر كيلو مترا بعيدا من هذا الموضع وذلك في منخفض الخور بجوار تل (خربة الاشهابي) الحالية ، ففي هذا المنخفض المزروع والمنتج الان وكذلك بين موقع الاشهابي الحالية ، ففي هذا المنخفض المزروع والمنتج الان وكذلك بين موقع الاشهابي وخربة (ام قطيم)() عند السور الميدي كانت هناك قرى بابلية غنية حيث ادخّر الاغريق مخزونا من الارزاق. والى الشمال من ارض المخيم في الدفار غادر زينفون النهر دون ان يذكر الاتجاه او المسافة التي قطعها الجيش قبل وصوله الى السور الميدي في المسيرة الرابعة من القرى البابلية(). وفي المسيرتين من السور الميدي الى جوار (سيتاس ) لم يحرز الاغريق تقدما كبيرا اذ كان عليهم عبور قناتين آخذتين من الفرات في ما وراء السور الميدي وهما نهر الملك() ونهر (صرصر) اللذين يرد ذكرهما كثيرا عند البلدانيين العرب ،ويقع السور الميدي في الموضع الذي يبتعد في الفرات ودجلة بعضها عن البعض ، وبجوار السور الميدي يحدّد المؤرخ الاغريقي (ايراتو سفنيس) موقع بلدة (اوبس)، في حين يضع زينفون اوبس خطأً عند ملتقى نهر فيسكوس (العظيم) مع دجلة. وبغية تحديد هذا الجزء من رأي زينفون يجب الإثبات وبالدقة الممكنة النقاط التي مر بها على الضفة اليسرى من دجلة ، حيث مرت المسيرات الست من نهر العظيم في ارض مقفرة ولم يصل الجيش الا في المسيرة السادسة الى المنطقة الخصبة لقرى بلدة (سيتاس)() التي توفرت فيها حبوب وفواكه وتجهيزات اخرى() وعلى مسافة تقارب (160) كم شمالي العظيم يمتد الحوض الخصب لنهر الزاب الصغير الذي كان في الإمكان الوصول اليه بمسيرة (6) ايام بمعدل (27) كيلو مترا لكل مسيرة. ولهذا يمكننا تحديد موضع قرى سيتاس هناك . ان المسافة من هناك الى مصب الزاب الكبير هي (96) كم وهي مسافة كان في الامكان قطعها في أربعة أيام بمعدل يقارب (24) كم يوميا ومن المحتمل ان كانت اخر مسيرة اقصر من الأُخريات . ان مسافة (25) كم يوميا يمكن اعتبارها سرعة جديرة بالانتباه اذا أخذنا بنظر الاعتبار انه كان من الضروري عبور جميع قنوات نهر ديالى. ووفقا لذلك فلا بد ان كان الاغريق قد عبروا دجلة قرب خرائب (تل عمر) الحالي الى مسافة قليلة شمالي موقع سلوقيا . لذا يجب البحث عن السور الميدي على بعد أكثر من مسيرتين يوميتين نحو الشمال الغربي من هناك . وعند القرى البابلية على بعد اكثر من ثلاثة مسيرات يومية قصيرة نحو الشمال الغربي من السور الميدي(). وبخرائب سلوقية
(تل عمر) التي وإن كانت تقع على الضفة الغربية من نهر دجلة وليس الفرات ، ينهي موسيل تحقيقه لحملة زينفون التي اكتفى بدراستها فيما يتعلق بالفرات الاوسط فقط. (انظر خارطة رقم 2)
(تل عمر) التي وإن كانت تقع على الضفة الغربية من نهر دجلة وليس الفرات ، ينهي موسيل تحقيقه لحملة زينفون التي اكتفى بدراستها فيما يتعلق بالفرات الاوسط فقط. (انظر خارطة رقم 2)
ج.المنازل الفرثية لاسيدورس الكرخي (مِن كَرخ ميسان) في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي .
ان كتاب المنازل الفرثية من المراجع الجغرافية التاريخية النادرة التي تناولت في البحث شؤون الشرق وجغرافيته في العصر الذي كان فيه العالم القديم تقتسمه دولتان عظيمتان ، إمبراطورية روما في الغرب وإمبراطورية الفرثيين الذين حكموا من سنة 248-124 ق. م في الشرق وهذا الكتاب ضَبطٌ لمنازل أي محطات كانت الحكومة الفرثية ترعى حراستها ، واقعة على طريق القوافل التي كانت بمثابة الشريان الأعظم للتجارة بين بلاد الشرق الأقصى وأنحاء الإمبراطورية الفرثية وبين سوريا وغيرها مما كان تحت نفوذ روما .
ويبتدئ الطريق التي اتبعها اسيدورس في منازله الفرثية بأنطاكيا الشام فتسلك وادي الفرات الى سلوقية على دجلة ومنها في سَقي ديالى ثم الى حلوان قرب قصر شيرين ومنها الى همدان فالرَّيّ جنوب طهران حتى تصل باب الأبواب (الدَرْبَنْد) فتجتازه متجهة الى نيسابور ومنها الى هراة ثم جنوباً الى بحيرة هلمند فنهر هلمند حتى تنتهي ببلاد الرخج في افغانستان حيث كان
نفوذ الفرثيين . ()
نفوذ الفرثيين . ()
إعادة تنظيم هيكل خط رحلة ايسيدور الكرخي في منطقة الفرات الأوسط:
قبل التطرق الى إعادة موسيل لتشكيل مسار الرحلة لا بد من التنويه الى توصّله لأهم عنصر في هذه الرحلة ، ألا وهو تقديره الى ما كان يقابل وحدة القياس (سكونوس schoenus) الاغريقية التي استخدمت في الرحلة حيث استنتج موسيل لدراسته للمسافات في بلاد مابين النهرين وبابل ان الفرسخ الواحد من فراسخ اسيدورس مساوي 4.7 كيلومترات () ، ناهيك عن أسماء المواقع المحتلة للمحطات والطرق والقرى والمدن ، لقد سعى موسيل في أثناء استطلاعه لمنطقة الفرات الأوسط ان يكشف بقايا واماكن المنازل الفرثية الواقعة على الطريق بين (نيقفور) من ضواحي (الرَّقَّة) على مصب نهر البليخ في الفرات ، ومدينة سلوقية على نهر دجلة . فابتدأ بما هو واقع بين نيقفور و(فليجة) على مصب الخابور ، ووجد ان المسافة بين المدينتين الأخيرتين هي 165 كلم وفي أثناء استطلاعه لم يجد في المنطقة المحصورة بين مصبّي البليخ والخابور غير قناة واحدة تقع بالقرب من (خربة زلبية) () وتعرف باسم (المصران) فعدّها قناة سميراميس والمسافة بين المصران ونيقفور 90كم .
ثم حاول موسيل ان يكشف عن مواقع المنازل الفرثية بين نيقفور وقناة سميراميس فعّد (تل السلطان) ، المنزلة (خُمبانه) . وعد ايضاً (تل المُطَبّ) () الواقع الى الجنوب من (خربة الهداوي) على بعد 33 كم منها المنزلة (تلاده مراده) () ثم فليجه ويستدل من وصف اسيدورس لها انها كانت على الضفة اليسرى للفرات بالقرب من قرية (نبجاث) الواقعة على الخابور . ففي هذه البقعة المحصنة بالنهرين ظهرت مدينة (قرقيسيا) الشهيرة في العصر السلوقي واستمرت في البقاء في العصور الإسلامية حتى الى ماقبل قرنين او ثلاثة من الزمن . وتقوم ألان على أنقاضها الجنوبية في المواضع الذي يظن انه مكان نبجاث بلدة (البْصيرة) الحالية .
اما الأطلال الشمالية من (خرائب قرقيسيا) فهي موضع (فليجة) وبين فليجة وقناة سمير اميس منزلتان هما (الان) و (بيونان) وموقع الأولى منهما على مايظن موسيل هي (خربة صعوى) الواقعة الى الجنوب من (خربة زلبية) على بعد 25كم منها ، وموقع الثانية منهما (خربة السنّ) وفيها مزار مشهور في جميع ارجاء المنطقة الواقعة الى الشمال من مصب الخابور على بعد 28كم من صعوى ومن السن الى الخابور 25كم .
ثم قرية (اسخ) ويظن أنها (خرائب المسايح) الواقعة على الضفة اليسرى للفرات الى الجنوب من مصب الخابور على بعد 18كم منه . وتليها مدينة
(دورا نيقايتور) أو (دورا يوروبوس) وأطلالها بجوار مدينة (الجعابي) المحصّنة التي تعرف حاليا بـ(الصالحية) وتبعد عن خربة المسايح 29كم . ثم مدينة (جَدّان) ويظن ان (خرائب الشيخ جابر) الواسعة التي تبعد 47كم عن الصالحية موضعاً لها ثم (بيليسي ببلاده) وهي على رأي اسيدورس الى الجنوب من مدينة جَدّان بسبعة فراسخ منها أي 51.8 كم وفي هذه المسافة ذاتها في الجنوب من خرائب الشيخ جابر ، خرائب (ارتاجي) حيث في الفرات فسحة تصلح لإرساء السفن والقوارب ، وفيما وراء ذلك جزيرة في الفرات ، ولعلها (جزيرة صريصر) الصغيرة التي تبعد 31كم عن قلعة ارتاجي ، وبين صريصر وعانة 18كم . ثم (آناثو) وهي (مدينة عانه) الحالية وكانت تعرف في الأزمنة البابلية والآشورية القديمة باسم (آنات) أو (خانات) وقد كانت في زمن اسيديروس مشيدة في جزيرة لباد الواقعة بالقرب من عانه الحالية وكان يصل هذه الجزيرة بضفتي النهر جسران ، وتليها (ثلابوس) وهي جزيرة كانت على الضفة اليمنى من الفرات ويرجح انها كانت على خط العرض الذي تقع مدينة سلوقية عليه او قريباً منه .
(دورا نيقايتور) أو (دورا يوروبوس) وأطلالها بجوار مدينة (الجعابي) المحصّنة التي تعرف حاليا بـ(الصالحية) وتبعد عن خربة المسايح 29كم . ثم مدينة (جَدّان) ويظن ان (خرائب الشيخ جابر) الواسعة التي تبعد 47كم عن الصالحية موضعاً لها ثم (بيليسي ببلاده) وهي على رأي اسيدورس الى الجنوب من مدينة جَدّان بسبعة فراسخ منها أي 51.8 كم وفي هذه المسافة ذاتها في الجنوب من خرائب الشيخ جابر ، خرائب (ارتاجي) حيث في الفرات فسحة تصلح لإرساء السفن والقوارب ، وفيما وراء ذلك جزيرة في الفرات ، ولعلها (جزيرة صريصر) الصغيرة التي تبعد 31كم عن قلعة ارتاجي ، وبين صريصر وعانة 18كم . ثم (آناثو) وهي (مدينة عانه) الحالية وكانت تعرف في الأزمنة البابلية والآشورية القديمة باسم (آنات) أو (خانات) وقد كانت في زمن اسيديروس مشيدة في جزيرة لباد الواقعة بالقرب من عانه الحالية وكان يصل هذه الجزيرة بضفتي النهر جسران ، وتليها (ثلابوس) وهي جزيرة كانت على الضفة اليمنى من الفرات ويرجح انها كانت على خط العرض الذي تقع مدينة سلوقية عليه او قريباً منه .
وهناك الآن (خرائب البثراء) ، وهي (مدينة بثره) العتيقة . على ان المسافة بين الرمادي و(خرائب البثراء) ، وهي 70كم ، وهذه البلده المجاورة للفرات وهي على اثني وعشرين فرسخاً () . ومن ذلك المكان الذين يتركون الفرات يحتازون نهر ملكا (نهر الملك) الى سلوقيا على نهرا دجلة وهي عاصمة السلوقيين ، عرفت باسم مؤسسها سلوقس احد قوّاد الاسكندر المقدوني وآثارها باقية بالقرب من الضفة اليمنى لدجلة قُبالة سلمان باك (طيسفون) ويعرف أعلى أطلالها الآن بـ(تل عمر) ومن نيابوليس الى سلوقية استناداً الى ايسيدور كانت المسافة 42كم ، وهي تطابق المسافة الحقيقية من (خرائب بثره) الى (خرائب سلوقية) ، والى هذه المدينة تمتد بلاد مابين النهرين وبلاد بابل () . لينهي موسيل دراسته التي غطت فقط منطقة الفرات الأوسط في رحلة هذه المنازل الفرثية . (انظر خارطة رقم3)
قائمة المصادر العربية والاجنبية
- باقر ، طه : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج2 ، بغداد ، 1973.
- الحلو ،عبدالله : تحقيقات تاريخية لغوية في الأسماء الجغرافية والسورية استناداً للجغرافيين العرب ، بيسان للنشر والتوزيع والأعلام ، بيروت 1999.
- الرًّيّس ، رياض : جواسيس العرب – صراع المخابرات الاجنبية- الطبعة الاولى ، لندن ، 1987
- سفر ، فؤاد : المنازل الفرثية لأسيدوروس الكرخي ، مجلة سومر ،
مج 2، ج2 ، بغداد ، 1946. - سليمان ، عامر : العراق في التاريخ القديم ، ج1 ، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ، 1992.
- سوسة ، احمد : فيضانات بغداد في التاريخ – القسم الاول ، مطبعة الاديب البغدادية ، 1963.
- -------- : وادي الفرات ومشروع سدة الهندية ، ج2 ، مطبعة المعارف ، بغداد ، 1945.
- الشهابي ، قتيبة : معجم المواقع الأثرية في سورية ، منشورات وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف في الجمهورية العربية
السورية – دمشق ، 2006. - العامري ، علي : أسماء المواضع القديمة في بلاد بابل في فترتي العهد القديم والتلمود ، رسالة ماجستير غير منشورة ، بغداد ، 1998.
- العقيقي ، نجيب : المستشرقون ، الجزء الثالث ، دار المعارف بمصر ، 1965.
- مديرية الآثار العامة : المواقع الأثرية في العراق ، مطبعة الحكومة ،
بغداد ، 1970. - منصور ، يعقوب افرام : حملة زينفون (حملة العشرة الاف على فارس ) ، مطابع جامعة الموصل ، منشورات مكتبة بسّام ، الموصل 1985.
- موسيل ، ألوا : الفرات الأوسط – رحلة وصفية ودراسات تاريخية - ، ترجمة : صدقي حمدي وعبدالمطلب عبد الرحمن ، مراجعة الدكتور صالح احمد العلي والدكتور علي محمد الميّاح ، مطبوعات المجمع العلمي ،بغداد، 1990.
- Edzard, et al; Repertoire Geogaphique des Texts Cuneiform(RGTC),Band.3, Wiesbaden,(1974- ).
- Grayson, A.K. "Assyrian Rulers of the Early first Millennium
B.C.I (1114-859) B.C (RIMA) ,Vol.2, Toronto, (1991) - parpola , s & porter , m , ' the Helsinki Atlas of the Near East in the Neo- Assyrian period,finland,2001.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق